سعد سلوم يفوز بجائزة ابن رشد للفكر الحر 2022

أعلنت مؤسسة ابن رشد للفكر الحر ومقرها العاصمة الألمانية برلين عن فوز الدكتور سعد سلوم من العراق مع مؤسسته “مسارات” بجائزة ابن رشد لعام 2022 والتي تم تخصيصها لهذا العام للأفراد والمؤسسات، الذين ساهموا بنشر مبادئ الحريات الدينية في الدول العربية.

كما منحت الجائزة للدكتورة نايلا طبارة من لبنان مع مؤسستها “أديان”. ومن المقرر عقد مراسم تسليم الجائزة في دورتها العشرين في متحف بيرغامون في الثامن من سبتمبر، قبل يوم من انعقاد المؤتمر العام للمؤسسة، الذي يحمل هذا العام عنوان ”الحريات  الدينية”.

ويعد سلوم من أبرز سفراء منظمة بيبيور انترناشونال المسجلة في بريطانيا لقيادة حملة عالمية لتشريع معاهدة دولية لحظر الاستخدام السياسي للدين من خلال الأمم المتحدة، والتي حظيت بتأييد برلماني ورسمي متزايد في أكثر من ستين بلدا.

وقالت مؤسسة ابن رشد إنها خصصت الجائزة هذه السنة لصالح شخصيات ومؤسسات ساهمت في تعزيز وحماية الحريات الدينية، ومقاومة النزعة الطائفية والتمييز بين المواطنين على أساس ديني، و دعم الاعتراف بالتنوع من أجل بناء مجتمع يسوده السلم الاجتماعي.

وذكر بيان المؤسسة أن لجنة التحكيم اختارت نايلا طبارة ومنظمتها ”أديان” وسعد سلوم ومنظمته “مسارات” نظرا “للجهود الكبيرة التي يواصلان بذلها في المجتمعين اللبناني والعراقي وخارجها في العالم العربي، نحو ترسيخ الممارسة الفعلية لحرية العقيدة والتضامن بين الأفراد من مختلف الأديان ولتعزيز حقوق الإنسان والحقوق المدنية القائمة على الحريات بشكل عام والحريات الدينية بشكل خاص”.

وأشار إلى اهتمام مؤسسة  “مسارات” الرئيسي ينصب على الأقليات في العراق ودراسات الذاكرة الجمعية، في حين تعمل مؤسسة “أديان” على تعزيز المواطنة الحاضنة للتنوع، ودعم حرية الدين والمعتقد وحماية حقوق المرأة من انتهاكات قوانين الأحوال الشخصية الدينية السارية في لبنان.

وقد جاء في بيان الجائزة، أن سلوم باحث عراقي مدافع عن الأقليات العرقية والدينية وقد حرص على عكس معتقداته في عمل مسارات ومجلتها الثقافية التي يرأس تحريرها. وذكر البيان أن عمل سلوم  ومؤسسة مسارات، وهي منظمة غير ربحية تركز على الأقليات الدينية والإثنية، وتنشر دراسات حول الذاكرة الجماعية، والحوار بين الأديان، ساهم على المستوى الشعبي في تعزيز “ثقافة التنوع” ومفهوم المواطنة الذي يقوم كليا على “المساواة الكاملة وغير المشروطة”.

وتشكلت لجنة تحكيم جائزة ابن رشد 2022 من عدد من الخبراء والمتخصصين في تاريخ الأديان والفلسفة والعلوم السياسية وهم البروفيسورة إليزابيث كساب (لبنان)، بروفيسور خزعل الماجدي (العراق/هولندا)، دكتورة أسماء المرابط (المغرب)، دكتور نظمي الجعبة (فلسطين).

بالاضافة إلى اختيار الفائزين بالجائزة، اختارت لجنة التحكيم في المرتبة الثانية والثالثة دكتورة أم الزين بن شيخة المسكيني (تونس) لمساهماتها الفلسفية القيّمة في فهم ليبرالي للدين، والدكتور عبد الجبار الرفاعي (العراق) جهوده المستمرة منذ عقود لفتح آفاق جديدة للفكر الديني حتى خارج حدود دين واحد، على الرغم من المحن الهائلة التي حلت بالعراق في التاريخ الحديث.

وتشير سيرة سعد سلوم إلى أنه أستاذ العلاقات الدولية المساعد في كلية العلوم السياسية في الجامعة المستنصرية، ومن مؤسسي مبادرة الحوار المسيحي- الإسلامي 2010 والمجلس العراقي لحوار الأديان 2013، والمركز الوطني لمواجهة خطابات الكراهية 2018، ومعهد دراسات التنوع الديني في بغداد 2019، ومعهد صحافة التنوع في العراق 2020. ويرأس مؤسسة مسارات MASARAT، المتخصصة بالتنوع وحوار الأديان والذاكرة الجماعية.

وقد نشر سلوم 18 مؤلفا عن شؤون التنوع المختلفة من أبرزها: الأقليات في العراق 2012، التنوع الخلاق 2013، مختلفون ومتساوون 2014، الوحدة في التنوع 2015، الإيزيديون في العراق 2016، حماية الأقليات الدينية والإثنية واللغوية في العراق 2017، وسائل الاعلام العراقية وقضايا التنوع الديني 2018، نهاية التنوع في العراق 2019، العودة الى سنجار 2020، الإبادة الجماعية مستمرة 2022. وله مؤلفات أخرى باللغة الإنكليزية ومؤلفات مترجمة إلى الفرنسية والإيطالية والهولندية.

وحاز سلوم في السنوات الماضية على جوائز عديدة من أبرزها: جائزة تحالف ستيفانوس الدولي ومقره العاصمة النرويجية أوسلو عام 2018 لدوره في الدفاع عن قضايا حرية الدين والمعتقد في الشرق الأوسط، وجائزة البطريركية الكلدانية لعام 2019 عن كتابه “المسيحيون في العراق: التاريخ الشامل والتحديات الراهنة”، وجائزة كامل شياع لثقافة التنوير عن مجمل أعماله الفكرية.

وتأسست مؤسسة ابن رشد للفكر الحر في ألمانيا عام 1998 في الذكرى الـ800 لوفاة الفيلسوف ابن رشد. وهذه هي الدورة العشرون للجائزة، التي سبق أن منحت لشخصيات بارزة مثل محمد أركون ومحمد عابد الجابري ونصر حامد أبو زيد وسمير أمين ومحمود أمين العالِم وعزمي بشارة وصنع الله إبراهيم. ويعد سلوم أول مثقف عراقي يفوز بالجائزة.